لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه.
shape
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
205660 مشاهدة print word pdf
line-top
تقديم الصلاة في أول وقتها

والأفضل تقديم الصلاة في أول وقتها إلا: العشاء إذا لم يشق، والا الظهر في شدة الحر.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم .



قوله: (والأفضل تقديم الصلاة في أول وقتها... إلخ):
المشهور أن تقديم الصلاة أفضل من تأخيرها ذلك لأنه يدل على المبادرة والمسارعة، قال تعالى: أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون: 61] فالآية تبين أن المسارعة يمدح بها، فالذي يؤدي الصلاة في أول وقتها يكون من المسارعين إلى الخيرات.
واختلف في بعض الصلوات، أما صلاة العشاء فتأخيرها أفضل إلا مع المشقة، فقد ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- آخرها مرة حتى جاء نصف الليل أو قريب منه، ثم قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالصلاة في هذه الساعة .
وأما صلاة الظهر في شدة الحر فوردت أحاديث في تأخيرها، حتى تنكسر ثورة الشمس وشدة الحر، وعلل بقوله: إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم أي: من زفيرها ومن وهجها.
وثبت أنهم كانوا مرة في سفر فأراد أن يؤذن بلال، فقال له: أبرد، ثم أراد أن يؤذن، فقال له: أبرد قال الراوي: حتى رأينا فيء التلول وهو: جمع تل، وهو: الكثيب المرتفع من الرمل، أي: آخرها حتى صار لتلك التلول ظل، مما يدل على أنه آخرها كثيرا، والعلة أنهم إذا صلوا في شدة الحر لم يطمئنوا في صلاتهم، ولكن هذه العلة قد تكون مفقودة في هذه الأزمنة؛ لوجود المكيفات والمراوح الكهربائية ونحوها مما يخفف الحر؛ فلذلك يجوز أن تصلى في وقت واحد.

line-bottom